كيف تتحقق الصحة النفسية - اهداف ونصائح ؟ (صحة نفسية)

main-image

لا زالت الكثير من الدول لا تعتبر الصحة النفسية من أولويات الخدمات الصحية وخصوصاً الدول العربية، وهذا خطأ متكرر حتى من الناحية الاقتصادية البحتة، ناهيك عن الجوانب الصحية والإنسانية. ولا بد أن ننظر للموضوع من عدة زوايا. تبعا لذلك نعرض لكم في هذا المقال مفهوم الصحة النفسية والعوامل المؤثرة عليها، وكيف يمكننا المحافظة عليها.

ما مفهوم الصحة النفسية؟

إن الصحة بتعريف منظمة الصحة العالمية هي: الرفاه الجسدي، النفسي، والاجتماعي بالإضافة لطبيعة الحياة التي يعيشها الفرد، التي تمكنه من التعامل على ضغوطات الحياة والعمل بشكل ايجابي ومنتج مما يحقق عائد ليس فقط على حياته إنما أيضا لمحيطه. ومن هذا المنظور تكون الصحة النفسية ركناً أساسياً في صحة الناس، فلا جدوى من مريض تم تغيير شرايينه التاجية لكنه مصاب بالاكتئاب ولم يتم معالجته أو لم يتم تأهيله اجتماعيا لتغيير نمط حياته، بالتالي أصبحت حياته بائسة، مما يعني أن تغيير الشرايين لن يأتي بنتيجة. من المؤكد أن عدد الوفيات خلال ستة شهور بسبب الجلطة القلبية تتضاعف ثلاث مرات في حالة الإصابة بالاكتئاب وعدم معالجته أو تأهليه عطور نسائية . علما بأنه إذا لم يتم تأهيل مريض الشرايين فإن عودته للتدخين والسمنة وارتفاع الكولسترول بات مؤكدا، وهذا ما ينطبق على مريض الاكتئاب الذي سيعود حتما لحالته النفسية الصعبة إن لم يتم تأهيله.

ما هي العوامل المؤثرة في الصحة النفسية؟

  1. عوامل مجتمعية: اعتقاد بعض المجتمعات أن إهمال وتجاهل الصحة النفسية يعني  أن الاضطرابات النفسية سوف تختفي، لكن ما يحدث عكس ذلك تماما لان أي اضطراب نفسي إذا تم إهماله أو تجاهله سيقود بالضرورة لإحداث أعراض عضوية، مما يعني استهلاك الكثير من الإمكانيات الطبية دون نتيجة. فتجد أن ثلث من يصل إلى عيادات الرعاية الصحية الأولية تكون شكاويهم نابعة من اضطرابات نفسية، وقد تصل نسبة الحالات النفسية في أقسام الأمراض الباطنية للربع، وبالتالي فإن الفاتورة الطبية النهائية ترتفع كلما أهملنا الصحة النفسية وخدماتها. كما أن إهمال خدمات الصحة النفسية والوعي لها، يؤدي بالتأكيد لرواج المشعوذين والدجالين وأساليب العلاج الغير علمية والتي تستهلك أموالاً طائلة وتؤدي لأضرار صحية ونفسية على الفاتورة الطبية الوطنية.
  2. عوامل اقتصادية: تلعب العوامل الاقتصادية دورا هاما في تحديد مكانة الصحة النفسية في كل دولة، الدول التي يكون فيها دخل الفرد مرتفع نجد أن افرادها تتعامل مع خدمات الصحة النفسية باعتبارها حاجة وليس رغبة أو رفاهية. ذلك على عكس الدول الفقيرة التي يكون فيها دخل الفرد متدني ما يجعله يتعامل مع خدمات الصحة النفسية باعتبارها نوع من الرفاه والرغبة وليس احتياج. وهذا بالطبع ينعكس على الدولة نفسها إن كانت فقيرة لن تعمد لتأمين خدمات الصحة النفسية لمواطنيها كما الدول الغنية.
  3. عوامل شخصية: وجود الإنسان في بيئة تسودها علاقات اجتماعية سامة أو تواجده في بيئة عمل ضاغطة ومجهده أو لا تحقق له الأمان الوظيفي. أو تنشئته في بيئة أسرية غير آمنة.

ما هي أهداف الصحة النفسية؟

  1. العمل على تنشئة أجيال يتمتعون بصحة نفسية تمكنهم من نهضة المجتمع. ذلك في ضوء أن اضطرابات التعلم والاضطرابات السلوكية والعاطفية تؤثر على طلاب المدارس، وفي غياب خدمات الصحة النفسية المدرسية فإن العملية التعليمية تتأثر ومخرجاتها تضعف ونفقاتها تزيد، ولا أظن أن هناك من سيخالف الرأي بأن اكتشاف حالة صعوبة تعلم في بداية الدراسة وتوجيه الطالب للخدمات المناسبة لا يخدم مفهوم الصحة.
  2. التقليل من معدل الجريمة في المجتمع. هناك الكثير من الجرائم التي نشهدها نجد أن مسببها يعاني من اضطراب نفسي ولم يتلق العلاج المناسب، لذلك فإن العمل على توفير خدمات الصحة النفسية بشكل أو بآخر سيقود لتقليل معدل الجريمة. أما فيما يتعلق بتوفير خدمات الصحة النفسية بداخل السجون، وعدم توفر خدمات الطب النفسي القضائي بشكل ميسر، فإن تقييم المتهمين وتفريق المرضى عن مدعي المرض لا تتم بالصورة الصحيحة مما يؤثر على سير المحاكمة ونتائجها، وينتهي الأمر بتبرئة من يعاني من مرض والحكم على المريض.
  3. إدراك الفرد لصحته النفسية وأهميتها سيقوده لعيش حياة طبيعية وهادئة. على كل منا أن يدرك بأن الصحة النفسية لا تقل أهمية عم الصحة الجسدية. إذ قائمة الأمراض التي تعيق البشر وتسبب لهم الإعاقة تشمل ستة أمراض نفسية من العشرة الأوائل، وهذا يعني أنه بالرغم من أن قائمة الوفيات تتضمن فيها أمراض القلب والسرطان من الأساسيات، إلا أن قائمة الأمراض النفسية هي أكثر تأثيراً على إنتاج الناس ونوعية الحياة والرفاه النفسي والاجتماعي وبالتالي الرفاه الجسدي.

نصائح للمحافظة على الصحة النفسية.

  1. بادر لبناء علاقات اجتماعية صحية مع من حولك وحاول ألا تغرق في عزلتك.
  2. لا تستنفذ طاقتك بسبب اعتقادك بأنك قادر على إنجاز كل شيء لوحدك، اطلب المساعدة عند الحاجة.
  3. كن معطاء وتطوع، أكثر ما يحقق للمرء راحة نفسية شعوره بأنه حقق سعادة لغيره.
  4. اعمل بقدر ما هو مطلوب منك، وما هو كفيل بأن يحقق لك حياة كريمة، لا تجهد نفسك بالقدر الذي يجعلك تدخل مرحلة الاحتراق النفسي.
  5. احرص على صحتك البدنية لأنها ستنعكس على راحتك النفسية، انتبه لما تتناول من أطعمة وابتعد عن تناول الكحوليات أو المواد المخدرة، ومارس التمارين الرياضية.

إذا كانت النظرة للصحة النفسية واسعة وحكيمة فلا شك أن أولويات الصحة والإنفاق الحكومي والخاص عليها ستكون منطقية، وقد أخذت بحسابها كافة العوامل والمتغيرات التي تؤثر على صحة الناس. ومن المهم أن ندرك أن ازدياد الاهتمام بخدمات الصحة النفسية يؤدي لازدياد تقدم المجتمع ومعدل الأعمار. وهذا لا يعني فقط الاهتمام بتوفير خدمات الصحة النفسية لفئة الشباب دون كبار السن، بل على العكس  لأنها تعد أكثر فئة تحتاج لعناية دقيقة في صحتهم ورعايتهم، ومن منا لا يرغب أن تكون شيخوخته صحية وألا يساء لكرامته عندما يصل لسن متقدمة، ناهيك عن الجهد والوقت والمال الضائع في حالة غياب تحقيق الرعاية المناسبة لهم.

الصحة النفسية

تطبيق الصحة النفسية من حاكيني

screenshot screenshot
app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

نقترح عليك المزيد من المقالات التي قد تثير اهتمامك

blog-image
د. تامر امارة 13/12/2022
الاضطرابات النفسية
blog-image
بروفيسور مروان دويري 20/06/2022
العلاقات الزوجية