التنمر: أسبابه وطرق علاجه وكيفية التعامل معه

ملخص المقالة

21/07/2024
main-image

يُبلغ واحد من كل خمسة طلاب عن التنمر، وغالبًا ما يكون محسوسًا وملموسًا أكثر في مرحلة البلوغ. فكيف يمكننا المساعدة للحد من هذا التنمر وجعل الجميع يشعرون بالمحبة والترحاب؟

في سطور هذا المقال، نتحدث عن تعريف التنمر وأسبابه وأنواعه وأشكاله المختلفة، بالإضافة إلى اكتشاف فوائد وأضرار التنمر، وبعض الحلول والنتائج والخيارات العلاجية - لكل من المتنمرين والضحايا - ونشاركك طرقًا أخرى يمكننا من خلالها المساعدة في تشكيل بيئات أفضل تكافح التنمر.

تعريف التنمر: [نية، تكرار، قوة!]

أولًا، هناك فرق كبير بين التنمر والقتال - عادة ما يتم الخلط بينهما - حيث أن القتال يحدث بين أشخاص متساويين أو متقاربين في القوى، أما التنمر فهو غالبًا ما يحدث من شخص أو مجموعة من الأشخاص لديها قوة عدوانية أكبر، ونية في استخدام هذه القوة - سواء كانت بدنية، أو أن المتنمر أكثر شعبية، أو يبتز المتنمر عليه بمعلومات محرجة وحساسة عنه - لمحاولة إيذائه بشكل متعمد.

 

وغالبًا ما يكون الأشخاص الذين يتم التنمر عليهم هم أطفال الأسر الفقيرة أو المجتمعات المهمشة أو أصحاب الهويات الجنسية المختلفة أو أطفالًا لاجئين ومهاجرين، ومعظمهم يجدون صعوبة في الدفاع عن أنفسهم، وقد يشعرون بالعجز المستمر والمتزايد ضد الأشخاص الذين يتنمرون عليهم.

 

والأصعب أن الأباء أو الأشخاص الذين يشغلون مناصب إدارية موثوقة، مثل: المعلمين أو المدربين أو الرؤساء قد يجدون صعوبة في تحديد ما إذا كان الشخص يتعرض للتنمر أو يتنمر هو على شخص آخر - لأنه هذا بنسبة كبيرة جدًا يحدث خلف أنظارهم - لهذا السبب من المفيد جدًا للأطفال بشكل عام معرفة متى وكيف يساعدون الأشخاص إذا ما رؤهم يتعرضون للتنمر، وإذا كنت أب أو أم لطفل، فـ رجاءًا متابعة أطفالكم والحديث معهم لتعرفوا إذا كانوا يتعرضون للتنمر أم لا؟

أسباب التنمر وأثره في سلوكيات الأطفال

كثير من الأطفال يتعرضون للتنمر في مراحل حياتهم المختلفة، سواء كان ذلك في المدرسة أو في أماكن اللعب أو حتى عبر الإنترنت، وهناك العديد من عوامل الخطر التي يمكنها أن تزيد من احتمالية سلوك التنمر، وتُسبب الكثير من التأثيرات الكبيرة والمضرة على حياة الأطفال النفسية والاجتماعية.

 

وإذا كان الطفل يتعرض إلى أحد أسباب التنمر التالية، فمن المحتمل أن تزيد لديه هذه السلوكيات بشكل أكبر وأخطر:  

  1.  إهمال الوالدين والبيئة الأسرية المضطربة: يمكن أن تكون البيئات الأسرية المضطربة، التي تشمل العنف المنزلي أو الإهمال العاطفي، عاملاً رئيسيًا في تطوير سلوكيات التنمر لدى الأطفال، حيث أن الأطفال الذين يشهدون العنف في منازلهم يتعلمون أن القوة هي الوسيلة المناسبة لحل النزاعات والتعبير عن مشاعرهم، وهذا خطأ وخطر كبير جدًا عليهم.

  2. أساليب الأبوة والأمومة المستبدة: يمكن للأباء الذين يمتلكون مناهج مفرطة في السيطرة والاستبداد أن يزيدون وبدون قصد الشعور بالعدوانية لدى أطفالهم، وذلك بسبب المعاملة القاسية التي يعاملونهم بها.

  3. التأثيرات الاجتماعية: الأصدقاء والزملاء يمكن أن يكونوا مؤثرين بشكل كبير. في كثير من الأحيان، يرغب الأطفال في الاندماج مع مجموعات معينة، وقد يلجأون إلى التنمر كوسيلة لكسب القبول أو لإثبات الذات أمام الآخرين.

  4. العوامل النفسية: بعض الأطفال قد يعانون من مشاكل نفسية مثل القلق أو الاكتئاب، ويعبرون عن مشاعرهم السلبية عن طريق التنمر على الآخرين، وبنسبة كبيرة يمكن أن يكون الشعور بالغيرة أو الحاجة إلى السيطرة والتحكم دافعاً قوياً لهذا السلوك.

  5. البيئة المدرسية: المدارس التي تفتقر إلى سياسات واضحة لمكافحة التنمر يمكن أن تصبح بيئات خصبة لهذا السلوك، كما أن عدم تدخل المعلمين والإدارة بشكل فعال في حالات التنمر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشكلة، وازديادها سوء. 
     

وعلاوة على ذلك، فإن الأبحاث تُشير إلى أن المناخ المدرسي يمكنه أن يعزز من سلوكيات التنمر عند الأطفال بشكل كبير، فإذا كان موظفو المدرسة متنمرين أو يدعمون ضمنيًا سلوك التنمر لدى الأطفال، من خلال الاعتقاد بأنه "ليست مشكلة كبيرة"، فإن هذا السلوك يمكن أن يصبح متأصلًا في البيئة المدرسية، ويسبب أثر وأذى نفسي كبير لدى الأطفال. أثر التنمر في سلوكيات الأطفال

التنمر له آثار سلبية واسعة النطاق على سلوكيات الأطفال - سواء كانوا ضحايا أو متنمرين - ويمكن أن تشمل آثار التنمر هذه:  

  1. الآثار النفسية: الأطفال الذين يتعرضون للتنمر قد يعانون من القلق، الاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وهذه التأثيرات النفسية يمكن أن تستمر لسنوات، مما يؤثر على صحتهم العقلية والعاطفية في المدى الطويل.

  2. الآثار الأكاديمية: يمكن أن يؤدي التنمر إلى تراجع الأداء الأكاديمي بسبب غياب التركيز والشعور بالخوف من الذهاب إلى المدرسة، فـ ضحايا التنمر غالبًا ما يعانون من صعوبة في التركيز والمشاركة في الأنشطة المدرسية.

  3. السلوكيات الاجتماعية: الأطفال الذين يتعرضون للتنمر قد ينسحبون اجتماعيًا ويفقدون الاهتمام في بناء علاقات صحية. على الجانب الآخر، يمكن أن يصبح المتنمرون أكثر عدوانية وعنفًا، مما يزيد من احتمالية تورطهم في مشاكل سلوكية أخرى في المستقبل.

  4. الآثار الجسدية: التنمر الجسدي يمكن أن يسبب إصابات جسدية، ولكن حتى التنمر غير الجسدي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية نتيجة للضغط النفسي المستمر، مثل الصداع ومشاكل الجهاز الهضمي، وغيره.  

ومن المهم توضيح أن، المتنمرين هم سبب انتشار التنمر في المدرسة، وليس على ضحايا التنمر أن يشعروا أبدُا بأنهم مسؤولون عن التنمر بطريقة ما - هذا ليس صحيح، ويجب تكراره للضحية -.

أنواع وأشكال التنمر المختلفة: تسبب ضررًا وأذى نفسي كبير!

التنمر هو سلوك عدواني متعمد يظهر في عدة أشكال، وكل شكل من أشكال التنمر يمكن أن يتسبب في ضرر نفسي كبير لضحاياه. لكن، فهم هذه الأشكال المختلفة يساعد في التعرف على هذه السلوكيات الضارة والتعامل معها بفعالية. 

 

من أشكال وأنواع التنمر المختلفة ما يلي:

(1) التنمر الجسدي (النوع الأكثر وضوحُا)

التنمر الجسدي هو أكثر أنواع التنمر وضوحًا، ويشمل أي سلوك يتسبب في أذى جسدي للضحية، مثل: الضرب، الركل، أو الدفع، وغالبا ما يصاحبه تنمر لفظي، كـ التنابز بالألقاب ونشر الشائعات والمضايقة المستمرة. هذا النوع من التنمر يمكن أن يترك آثارًا جسدية مرئية وأضرارًا نفسية عميقة، حتى أن الضحية قد يشعر بالخوف والقلق الدائم من كل شئ حوله.

(2) التنمر اللفظي: مدمر للصحة النفسية

يشمل التنمر اللفظي استخدام الكلمات لإيذاء الآخرين، مثل الإهانات، أو التهديدات، أو السخرية والإذلال، أو التعليقات العنصرية، ويمكن أن يكون له تأثير مدمر على الصحة النفسية للضحية، وقد يؤدي الأمر إلى انخفاض الثقة بالنفس والاكتئاب الحاد.

(3) التنمر الاجتماعي: خفيًا لكنه يسبب العزلة

التنمر الاجتماعي أو التنمر العلائقي هو نوع يهدف إلى إلحاق الضرر بعلاقات الشخص الاجتماعية وسمعته، ويشمل هذا النوع من التنمر: النميمة ونشر الشائعات، استبعاد الأشخاص من المجموعات أو تجاهلهم، جعل الآخرين يبدون أغبياء، الإضرار بالسمعة والصداقة وغيره، وتأثير هذا النوع من التنمر رغم كونه خفيًا، إلا أنه يسبب شعورًا بالعزلة والوحدة.

(4) التنمر الإلكتروني: مرهق ومؤذي نفسيًا

مع تزايد استخدام التكنولوجيا، أصبح التنمر الإلكتروني شكلًا شائعًا من أشكال التنمر، وتشمل أنواعه: إرسال رسائل مؤذية عبر الإنترنت، نشر صور محرجة، أو التنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا النوع بشكل خاص مرهق نفسيًا لدرجة كبيرة، وذلك لأنه قد يحدث في أي وقت ومن أي مكان.

(5) التنمر الجنسي: يُسبب صدمات نفسية عميقة

التنمر الجنسي يشمل سلوكيات غير مرغوب فيها تتعلق بالجنس، مثل التعليقات الجنسية، اللمسات غير المرغوب فيها، أو نشر شائعات جنسية. ويجب العلم أن، هذا النوع من التنمر يمكن أن يسبب صدمة نفسية عميقة ويؤثر بشكل كبير على احترام الذات وصورة الجسد للشخص المتنمر عليه.

فهم أنواع التنمر المختلفة وتأثيراتها النفسية هو الخطوة الأولى نحو مكافحة هذه الظاهرة وحماية الأطفال والمراهقين من آثارها السلبية، وإذا كانت تواجهم مشاكل في الوقت الحالي أو سابقًا مع التنمر، فـ اطلب المساعدة من دكتور نفساني "حاكيني" لمساعدتك بالتوجيهات والنصائح السليمة للتعامل مع المشكلة، وحلها أو تجاوزها إذا كانت من الماضي.

فوائد التنمر: هل هناك أي فوائد حقيقية؟

عند الحديث عن التنمر، غالبًا ما نركز على الأضرار والآثار السلبية التي يسببها، وهو ما يجب أن يكون عليه الحال. ومع ذلك، قد يطرح البعض سؤالًا مثيرًا للجدل: هل هناك أي فوائد للتنمر؟. في هذا السياق، من الضروري التمييز بين الفوائد المتوقعة من التنمر وبين النتائج غير المباشرة التي قد تساهم في تحسين بعض الجوانب الاجتماعية بعد التعامل مع المشكلة. لذا، دعنا نستعرض لك أهم هذه الجوانب:

1) تجارب التنمر وقود نجاح

كم عدد قصص الأشخاص البارزين في جميع نواحي الحياة التي بدأت بالتنمر؟ في مرحلة ما، تم انتاج الفن كرد فعل لتنمر الناس ووضعهم في موقف عكسي - فيصيح المتنمر ضحية والضحية متنمر - وسيخبرك العديد من  الكوميديين أن أحد الأسباب التي دفعتهم إلى تعلم جعل الناس يضحكون هو أنهم لم يرغبوا في أن يتم اختيارهم، وأخذ العديد من الكتاب الألم الذين شعروا به عند التنمر عليهم وحوّلوه إلى قصصًا وأعمال أدبية كبيرة.

 

ويمكنك أيضُا أن تنظر إلى السير الذاتية لأغنى وأنجح الرياضيين المحترفين (خاصة المقاتلين المحترفين)، وسترى أن جزءًا من أسباب بدء حب وتعلم رياضتهم كان لأنهم تعرضوا للتنمر.

2) التنمر يعلم الأطفال مهارة حل النزاعات

سياسات التنمر لا تُسامح مطلقًا!، فنجد أن الأطفال يُطلب منهم دائمًا إبلاغ أولياء الأمور والمعلمين فور تعرضهم لأي تنمر - حسنًا هذا يبدو جيدًا إذا ساءت الأمور - ولكن إذا قرر الأطفال الذين يتعرضون للتنمر الذهاب مباشرة إلى الأشخاص البالغين لحل مشاكلهم، فلن يتعلموا أبدا كيفية حل النزاعات بأنفسهم!

 

بدلًا من ذلك، سيتعلون أن أول شئ يجب أن تفعله عندما يكون هناك صراع، هو البحث على أي سلطة للدفاع عنك. إذن، ماذا سيحدث للأطفال عندما يكونوا بالغين؟ ماذا لو كان لديهم جار مزعج بعض الشئ؛ هل سيتحدثون إلى الشرطة مباشرة أم سيحاولون حل المشكلة مع الجار؟

3) التنمر يساعد الأطفال على تعلم المهارات الإجتماعية

ماذا لو كان الأطفال الذين يتعرضون للتنمر هم السبب؟ وهنا لا نلوم أبدًا الضحية على تعرضها للأفعال السيئة، ولكن يبدو أن أحد العوامل (إن لم يكن الوحيد) التي تتسبب في تعرض الأطفال للتنمر هو حقيقة أنهم لم يطوروا بعد مهاراتهم الاجتماعية اللازمة لتكوين الصداقات، مما جعلهم أهداف سهلة للمتنمرين.

4) الوعي بالتنمر يقلل من مخاطره

واحدة من "الفوائد" غير المباشرة للتنمر هي زيادة الوعي بالمشكلة، فعندما يتعرض الشخص للتنمر وتُعرض مشكلته على عدد كبير من الناس، هذا بإمكانه أن يسلط الضوء على أهمية مكافحة هذه المشكلة، واتخاذ إجراءات حقيقية وفعّالة للحد منها، كما أن هذا الوعي يمكن أن يحفز المدارس والمجتمعات على وضع سياسات وبرامج مكافحة التنمر.

 

ومع هذا، لا يمكننا أن ندعو أبدا بالتنمر، فهذه تجربة رهيبة يمكن أن يمر بها أي شخص. ولكن كما هو الحال مع أي سم، لا بد من أخذ جرعة بسيطة منه لتكون لديك مناعة ضده، وذلك كي لا ينتهي الأمر بصدمة نفسية أو جسدية يمر بها الطفل، وتؤثر عليها بالضرر لسائر حياته. 

أضرار التنمر على ضحاياه: مؤلم حد الموت

التنمر بأشكاله المختلفة يمكن أن يُحدث أضرارًا نفسية جسيمة للضحايا، فـ بسببه يمكن أن يعاني الأفراد من القلق، الاكتئاب، اضطرابات النوم، وفقدان الثقة بالنفس. وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التنمر المستمر إلى مشاكل نفسية طويلة الأمد وحتى إلى التفكير في الانتحار “لذا، احذر من الكلمة، فأثرها قد يكون عميقًا، وذنبًا لا يُغتفر!”

 

ولكي نواجه هذه الظاهرة، يجب أن ننشر الوعي، ونتدخل بطرق مناسبة لمساعدة الأطفال والمراهقين وحمايتهم من التنمر وآثاره النفسية الضارة، لنتمكن من خلق بيئات أكثر أمانًا ودعمًا لأطفالنا، تساعدهم على النمو والتطور بشكل صحي وسليم. 

 

ويجب أن نتذكر دائمًا أن كل شكل من أشكال التنمر هو جريمة تستدعي التدخل الفوري والمستمر لمنع حدوثها والحد من تأثيراتها، وإذا كنت أنت أو أحد أطفالك يواجه مشاكل مع التنمر، فلا تتردد في التواصل مع اخصائي الطب النفسي في "حاكيني" لمساعدتك!

نتائج التنمر: نفسية، اجتماعية، أكاديمية، وجسدية!

نتائج التنمر تتفاوت بناءً على الشخص المتنمر عليه ونوع التنمر الذي يتعرض له، ولكن بشكل عام، يمكن تصنيف نتائج التنمر إلى 4 فئات رئيسية: النتائج النفسية، الاجتماعية، والأكاديمية, وجسدية. كل فئة تتضمن آثاراً سلبية يمكن أن تستمر لسنوات بعد التعرض للتنمر.

1) النتائج النفسية للتنمر

سلبيات التنمر كثير لا تعد ولا تحصى، وأكبر دليل على ذلك دراسة نشرتها مجلة "JAMA Psychiatry" أظهرت أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر لديهم احتمالات أكبر لتطوير اضطرابات نفسية، مثل: القلق والاكتئاب مقارنة بأقرانهم الذين لم يتعرضوا للتنمر.

 

وهذا يدل على أن التنمر له آثار نفسية بالغة تؤثر على الأطفال وتسبب لهم مشاكل بالغة، مثل:  

  • القلق والاكتئاب: الأطفال والمراهقون الذين يتعرضون للتنمر يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب، والتي يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ.

  • انخفاض الثقة بالنفس: التنمر يقلل من ثقة الضحايا بأنفسهم وقدراتهم، مما يجعلهم يشعرون بالعجز والضعف، والخوف المستمر من الفشل.

  • الاضطرابات النفسية: قد يتطور الأمر إلى اضطرابات نفسية أكثر جدية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، خاصة في الحالات الشديدة أو المتكررة من التنمر، التي تتطلب علاج نفسي طويل الأمد للتعامل مع آثارها.

  • الأفكار الانتحارية: في الحالات القصوى، قد يؤدي التنمر المستمر إلى أفكار انتحارية أو حتى محاولات انتحار، هذا يحدث نتيجة للشعور باليأس وعدم القدرة على التعامل مع الألم النفسي.

2) النتائج الاجتماعية

إذا نظرنا عن قرب يمكننا رؤية عواقب التنمر على المدى الطويل، وتأثيره على المجتمع، فعندما يكون التنمر موجود هذا يخلق بيئة سامة جدًا للأفراد الموجودين به، مما يشعرهم بعدم الارتياح والأمان، وفي الغالب يحدث الآتي:

  • العزلة الاجتماعية: الضحايا يميلون إلى الانعزال وتجنب التفاعلات الاجتماعية لتفادي المزيد من التنمر، مما يؤدي إلى شعورهم بالوحدة والعزلة، ويؤثر على علاقاتهم مع الأصدقاء والعائلة.

  • التوتر العائلي: يمكن أن يؤدي التنمر إلى زيادة التوتر في العلاقات الأسرية، حيث قد يشعر الآباء بالعجز عن حماية أطفالهم، وبالتالي زيادة حدة المشاحنات الأسرية.

  • الانسحاب الاجتماعي: يتجنب الضحايا الأنشطة الاجتماعية والتفاعلات اليومية خوفًا من التعرض للتنمر مرة أخرى.

  • ضعف المهارات الاجتماعية: التنمر يمكن أن يضعف مهارات التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال، مما يجعل من الصعب عليهم بناء علاقات صحية في المستقبل، والمحافظة عليها.

3) النتائج الأكاديمية

وفقًا لمجموعة كبيرة من الأبحاث، تم إثبات أن التنمر يؤثر على مدى جودة أداء الأطفال والمراهقين في المدرسة، بدء من مرحلة رياض الأطفال وحتى الاستمرار في المدرسة الثانوية، وهذا بإمكانه أن يؤدي إلى:

  • تراجع الأداء الأكاديمي: التنمر يؤثر سلبًا على الأداء الأكاديمي، حيث يجد الضحايا صعوبة في التركيز والمشاركة في الأنشطة الدراسية.

  • التغيب عن المدرسة: بسبب الخوف والقلق الناتج عن التنمر، يميل الأطفال إلى التغيب عن المدرسة بشكل متكرر، مما يؤثر على تحصيلهم الأكاديمي، وفرصهم المستقبلية.

  • انخفاض الدافعية: التنمر يقلل من دافعية الضحايا تجاه التعلم والنجاح الأكاديمي، مما يجعلهم أقل اهتمامًا بالتفوق في الدراسة وتحقيق الإنجازات الأكاديمية.

3) النتائج الجسدية

التعرض للأذى الجسدي هو أكثر أحد أضرار التنمر الواضحة، ومع مرور الوقت قد يسبب التنمر:

  • المشاكل الصحية: التنمر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل الصداع، آلام المعدة، اضطرابات النوم، وفقدان الشهية نتيجة الضغط النفسي المستمر.

  • الإصابات الجسدية: في حالات التنمر الجسدي، قد يتعرض الضحايا لإصابات جسدية تحتاج إلى علاج ورعاية طبية مستمرة.

  • التوتر الجسدي: الشعور بالتوتر المستمر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم.

 

التنمر هو مشكلة خطيرة تحتاج إلى تعامل جدي من قبل الأفراد والمجتمع ككل، ومع التدخل المبكر والدعم النفسي يمكن أن يساعد في تقليل آثار التنمر والحد من انتشاره. إذا كنت بحاجة إلى استشارة نفسية للتعامل مع التنمر، يمكنك التواصل مع أخصائي نفسي"حاكيني" لمساعدتك!

طرق علاج التنمر وكيفية التعامل معه

التنمر مشكلة خطيرة تتطلب تدخلًا شاملًا من جميع أفراد المجتمع، هناك عدة حلول واستراتيجيات يمكن اتباعها للتصدي لهذه الظاهرة وتقليل تأثيراتها السلبية:

1) مساعدة الأطفال على فهم التنمر

بمجرد أن يعرف الطفل ما هو التنمر سيتمكن بسهولة من التعرف عليه، سواء كان يحدث لهم أو لغيرهم، وبالتالي سيتمكنون من الوقوف بأمان في وجه التنمر، لذا:

  • شجع أطفالك إلى التحدث إلى شخص بالغ موثوق به إذا ما تعرضوا للتنمر أو رأوا الآخرين يتعرضون له.

  • تحدث مع أطفالك عن كيفية مواجهة المتنمرين، وقد له نصائح، مثل: قول ابتعد أو توقف مباشرة وبثقة.

  • تحدث معهم عن استراتيجيات البقاء آمنًا من التنمر، مثل: البقاء بجانب البالغين أو بالقرب من مجموعات الأطفال الأخرى.

  • حثهم على مساعدة الأطفال الذين يتعرضون للتنمر من خلال إظهار اللطف معهم ودعمهم.

2) تواصل أفضل وبشكل مستمر مع أطفالك

تخبرنا الأبحاث أن الأطفال يتطلعوا حقًا للحصول على مشورة الآباء ومقدمي الرعاية في مشاكلهم الخاصة وقراراتهم الصعبة، وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي 15 دقيقة يوميًا إلى طمئنة الأطفال، وتحفيزهم للحديث معهم إذا كانت لديهم مشكلة. يمكنك أن تبدأ معه بأسئلة مثل:

  • ماذا حدث معك اليوم؟

  • من هم أصدقائك؟ مع من تجلس؟ عن ماذا تتحدث؟

  • ما الأشياء التي تجيد فعلها؟ وهكذا..

 

وبعد هذا يمكنك أن تبدأ في النقاش معه حول التنمر، كأن تسأله:

  • ما هو التنمر؟ وماذا يعني بالنسبة لك؟

  • صف كيف يبدو الأطفال الذين يتنمرون، ولماذا تعتقد أن الناس يتنمرون؟

  • من هم الكبار الذين تثق بهم أكثر عندما يتعلق الأمر بـ بالتنمر؟

  • هل شعرت يوما بالخوف من الذهاب إلى المدرسة لأنك كنت خائفا من التنمر؟ ما هي الطرق التي حاولت تغييرها؟

  • هل سبق لك أن رأيت أطفالا في مدرستك يتعرضون للتنمر من قبل أطفال آخرين؟ كيف يجعلك تشعر؟

  • هل سبق لك أن حاولت مساعدة شخص يتعرض للتنمر؟ ماذا حدث؟ ماذا ستفعل إذا حدث ذلك مرة أخرى؟

 

كل هذه الاسئلة ستساعدك على كسب ثقة طفلك، وستساعدك على معرفة ما إذا كان الطفل يتعرض للتنمر أم لا.

3) شجع أطفالك على فعل ما يحبونه

ساعد أطفالك على المشاركة في الأنشطة والاهتمامات والهوايات التي يحبونها، فـ هذه الأنشطة تمنحهم فرصة للاستمتاع، وأيضًا مقابلة أشخاص آخرين الذين لديهم نفس الاهتمامات. هذه الطريقة ستساعدهم على بناء الثقة والصداقات التي تدعمهم نفسيًا وتحميهم من التنمر.

إذا اكتشفت أن طفلك متنمر!

إذا اكتشفت أن طفلك قد فعل شيئا يؤذي شخصا آخر، فمن المحتمل أن تشعر بالغضب أو خيبة الأمل أو أيًا من المشاعر القوية الأخرى، لكن لا تتسرع في ردة فعلك، اشرح لهم أن ما يفعلونه غير مقبول - فـ الأطفال والشباب لا يدركون دائما أن هذاا تنمر، أو ربما لا يفهمون مدى إيذاء أفعالهم لشخص ما - لذا، ساعدهم على معرفة وتفهم عواقب ما يفعلونه.

 

وإذا كنت بحاجة إلى استشارة طبيب نفسي أو مساعدة نفسية، فإن دكتور نفسي"حاكيني" المتخصصين موجودون دائما لمساعدتك. لا تتردد في التواصل معهم الأن من خلال تطبيق جوجل بلاي أو آب ستور!

مع خبرة واسعة، فريق حاكيني يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

لا حلول سحرية في العلاج النفسي
د. سماح جبر
كيف أتجاوز الآثار النفسية للخيانة الزوجية ؟
أ. زهراء الموسوي
الشخصية الهستيرية – أنواع و علاج والفرق بينها وبين النرجسية
فريق حاكيني

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة