main-image

أسرد لكم هذا المشهد الذي يتكرر في بعض البيوت، وعلى كل أم وأب عند معايشة هذا المشهد أن يدرك أنه كان يعمل على تنشئة طفل مدلل، ويدرك أن طفله المدلل سيمثل عند نضجه كارثة مجتمعية، مشهد يمكنك من خلاله التعرف على خصائص هذا الطفل المدلل وصفاته. مشهد يدفعكم للحذر من صناعة الطفل المدلل في بيتكم.

خصائص الطفل المدلل

شاب أو شابة في مقتبل العمر وأوفر الصحة يعيش في بيت ذويه، يستيقظ صباحاً ويترك فراشه دون ترتيب فالأم ستتولى ذلك. ويستبدل ملابسه ويتركها للغسيل متناثرة في أي زاوية أو ركن، ذلك لأن الأم ستتولى جمعها، غسلها، كويها، وإعادتها للغرفة. يقدم له الطعام جاهزاً ليتناوله قبل ذلك أو بعده لايتعب نفسه بغسل كوب أو صحن، فالأم ستتولى كل ما يترتب على هذا. يذهب لمدرسته أو.جامعته ويعود لينام أو يسهر على سنابشات أو تويتر أو انستجرام، أو مشاهدة حلقات متتابعة من مسلسل جديد يتخلل ذلك وجبات تقدم له جاهزة، وكل ما عليه هو أن "يأخذ بريك" ويمد يده ليأكل، ليعود مرة أخرى أمام شاشة هاتفه أو الآيباد أو اللابتوب.

وأحياناً في أوقات فراغه قد يتكرم في الجلوس مع بقية أفراد أسرته، لكنه حاشا أن ينسى أن يتصفح شاشة هاتفه ليظل حاضراً وقريباً من أصحابه، الذين يقضي معهم جُلّ أوقاته حتى لا يفوته تعليق أو صورة أو فضول فيما يفعله الآخرون. لا يساهم ولا يشارك في أي مسؤولية في البيت ولو بالشيء القليل، يترك المكان في فوضى وينزعج إن لم يعجبه العشاء وإن رأى في البيت ما يستوجب التصليح أو التبديل يمر مر السحاب، ذلك على اعتبار أن أعمال الصيانة هي مسؤولية والده، كما التنظيف والترتيب مسؤولية والدته فقط.انتهى المشهد.

 التربية السلبية والطفل المدلل

تفكرت فيما أراه حولي وتوصلت لنتيجة واحدة، المشهد السابق لا ينم فقط عن خصائص الطفل المدلل بل أيضا عن أساليب التربية السلبية التي تشكل بيئة خصبة في تنشئة الطفل المدلل، بذلك أظن أننا نجحنا في خلق جيل اتكالي نعم جيل متكل بتفوق لدينا الآن جيل معظمه يتصرف وكأنه ضيف في منزله. لا يساعد ولا يساهم ولا يتحمل أية مسؤولية حوله، ذلك من عمر الطفولة حتى النضح أي ما بعد حصوله على الوظيفة.  يعيش في بيت والديه كضيف، ولا يعرف من المسؤولية غير المصروف الشخصي وحصوله على رخصة قيادة السيارة. ليبقى الأب والأم تحت وطأة المسؤوليات حتى مع تقدم العمر وضعف الجسد. وذلك لحرض الأهل على عدم إرهاق أبنائهم في مسؤوليات الحياة.

كيف اجعل طفلي غير مدلل؟

تقدير وتحمل المسؤولية هي تربية تزرعها أنت في أطفالك وهي لا تخلق فيهم فجأةً ولا حتى بعد الزواج، لأنهم بعد ذلك سيكونوا حاملين لهذه الثقافة التي اكتسبوها من بيوت أهاليهم إلى بيت الزوجية. لن تنشئ هذه الثقافة الاتكالية سوى جيل لا يُعتمد عليه أبدا في بناء بيت أو أسرة أو تحمّل مسؤولية الأولاد، فهل هكذا تأسست أنت أو أنت في بيت أهلك وإن كان نعم فكيف هي نتائج تأسيسك؟

أعزائي الأهل أن تعودوا أطفالكم على تحمل بعض المسؤوليات في البيت هو السبيل لإنشاء طفل غبر مدلل، إذ يساعد في بناء شخصيته وبناء جيل مسؤول اجتماعياً. تحمل المسؤولية يجعلهم أقوى ويعينهم على مواجهة ما سيأتيهم مستقبلاً، ويساعدك أنت في الاعتماد عليهم ويساعدهم هم في التفكير بالآخرين، ما يجعلهم أقل أنانية وأكثر تقديراً وفاعلية في بيوتهم ومحيطهم ومن ثم وظيفتهم ومجتمعهم مستقبلا، في حين اتكالهم عليك أو على الاخرين يجعلهم أكسل، أضعف، أكثر سطحية، ولا يعدهم للمستقبل. بل كيف لشخص اتكالي أن ينشىء أسرة مستقلة ومستقرة؟ وبعدها نتساءل عن ارتفاع معدلات الطلاق في جيل اليوم "وليش ما عندهم صبر!"

أن ننشئ طفل يجتهد لأسرته ويتحمل مصاعب الحياة ذكراً كان أم أُنثى، هذه مهارة  يكتسبها الطفل من الوالدين أولاً، لذلك يجب أن يدرك الأهل أنهم إن لم يقوموا بتربية أبنائهم على تحمل المسؤولية منذ الصغر، فالحياة بتجاربها وظروفها القاسية كفيلة أن تعلمه ذلك، لكن، دروس الحياة ستكون صادمة، متأخرة، أقل حناناً، وأكثر قسوة منكم. لذلك يقع على عاتقنا كأهل أن نربي أطفالنا كيف يكونوا مسؤولين حتى نعين ابنائنا على هذه الحياة ولا تكن عوناً عليهم فيها. لا تنشىء ابنك او ابنتك ليكونوا ضيوفاً في بيتك بل ربهم ليكونوا عوناً لك.

قم بتسجيل في موقع حاكيني للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية.

الطفل المدلل الاطفال الاهل

تطبيق الصحة النفسية من حاكيني

screenshot screenshot
app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

نقترح عليك المزيد من المقالات التي قد تثير اهتمامك

blog-image
أ. منيرفا مزاوي 23/06/2022
العلاقات الزوجية
blog-image
ايمان ابراهيم 24/02/2023
الاضطرابات النفسية
blog-image
أ. فاطمة ياقتي 21/09/2022
العلاج النفسي