تقبل الذات - طريقنا للعيش في حياة اجتماعية أفضل

main-image

بحسب كارل يونغ، وهو عالم نفس من مدرسة التحليل النفسي، الذي نسج نظريته الخاصة عن مكونات الشخصية، تتكون الشخصية من عدة مكونات من بينها شخصية القناع، والتي تعني أن كل شخص لديه شخصيته الخاصة به، ولكن هذه الشخصيّة عادة تلبس قناع، بمعنى اخر دائما يوجد طريقة نقدم بها أنفسنا للعالم. في هذا المقال سأتطرق عن موضوع تقبل الذات ومدى مساهمته لعيشنا في حياة اجتماعية افضل.

كلمة "شخصية" مشتقة من كلمة لاتينية والتي تعني "قناع"، وبالتأكيد نحن نستخدمها بشكلها المجازي ولا نعني في استخدامنا لها المعنى الحرفي لمفردة "قناع". تمثل الشخصية جميع الأقنعة الاجتماعية المختلفة التي نرتديها بين مختلف المجموعات والمواقف، أي أن هذا القناع يخدمنا حتى نخبّيء أجزاء في أنفسنا لا تتوافق مع البيئة أو أحيانا أجزاء لا نحبها بأنفسنا، ربما لأن البيئة أيضا جعلتنا لا نحبها، ولم تشجعنا على تقبل الذات وعرض أنفسنا بشكلها الطبيعي.
 

ما الذي يدفعنا لعدم تقبل ذاتنا؟

منذ صغرنا تعلّمنا أنه إذا كنّا أنفسنا الحقيقية لن يتقبلنا من حولنا أو من الممكن أن ينتقدونا، ما يدفعنا لأن نتعلّم أن نخبّيء أجزاء حقيقية في أنفسنا حتى تتقبلنا البيئة المحيطة بنا. في النهاية، كل منا بحاجة لأن يشعر بأنه محبوب ومقبول، وإلا كيف من الممكن أن يعيش في هذه الدنيا؟

يزداد الشعور بهذا الاحتياج بالذات لدى الأطفال، إذ عندما نكون أطفالا، هنالك خوف من عدم السير بحسب ما هو متوقع منا ما يدفعنا لعدم تقبل ذاتنا، وما يترتب على ذلك أن من حولنا لن يحبوننا، وإذا ما لم يحبوننا فلن يعتنوا بنا، وإذا لم يعتنوا بنا؟ من الممكن أن نموت، وهنا لا نقصد بالضرورة الموت الجسدي، فهنالك أشكالا أخرى من الموت لا تقل إيلاما عن الموت الجسدي كالموت العاطفي أو الروحي مثلا.

جميعنا نخاف من "الموت"، أن نحيا في العالم ومن حولنا لا يروننا، لا يحبوننا، ولا يرغبون بنا. لذلك على مر السنين مع الأسف دائما نتعلّم كيف نخبئ أجزاء في أنفسنا الحقيقية ونعزز عدم تقبلنا لذاتنا، ونرتدي القناع لكي نبقى محبوبين ونعيش. وهكذا تتطور الشخصية كقناع اجتماعي لاحتواء جميع الدوافع والعواطف البدائية التي لا تعتبر مقبولة اجتماعيًا، ولكن ماذا يحدث بعد سنوات؟

نخسر ذاتنا الحقيقية، نخسر أنفسنا لأننا ببساطة نخاف!
 

كيف أقبل ذاتي كما هي؟

صحتك النفسية وسلام دربك وسلام علاقاتك يبدأوا بتقبّلك لجميع أجزائك الحقيقية والأصيلة:
 

  • أن تتقبّل ذاتك بإيجابياتها وسلبياتها.
     
  • أن تكون حرا كونك ذاتك. ربما سوف تلاحظ أن بعض الأشخاص ستنفر منك وتبتعد عنك، وربما تسخر منك وكأنها تحاول أن ترجعك للطريق المزيّف. ربما ستخسر أشخاص في الطريق الجديدة، ولكن لا تخاف فسوف تدعو أشخاص أخرين جدد لهذه الطريق، أشخاص متقبلة لذاتك بجميع أجزائها، وهنا تكسب: نفسك، حريتك، وعلاقاتك الصادقة والصحية.
     
  • لا تجعل هذا الخوف أقوى من رغبتك في أن تتحقق أهدافك، وأيضا أقوى من إختيار شريك الحياة من هو مغرم بجميع أجزائك الحقيقية.

اقرا أيضا مقال أنا هذه شخصيتي واشترك مع منصة حاكيني للاستشارات النفسية اونلاين احصل على إرشادات من خلال برامج للمساعدة الذاتية  تساعدك في تقبل الذات او قم بالتحدث مع أفضل أخصائي العلاج النفسي، بما يشمل مختصين من المجال الاجتماعي، الزوجي، الاسري وغيرهم للاشتراك من هنا مجاناً.

تقبل الذات

تطبيق الصحة النفسية من حاكيني

screenshot screenshot
app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

نقترح عليك المزيد من المقالات التي قد تثير اهتمامك

blog-image
أ. منيرفا مزاوي 31/07/2022
العلاقات المجتمعية
blog-image
أ. اية خباز 25/08/2022
الاضطرابات النفسية
blog-image
أ. منيرفا مزاوي 10/10/2021
العلاقات الزوجية