التعامل مع الأبناء المراهقين في ظل النمو الانفعالي لديهم

main-image

يعتمد مرور مرحلة المراهقة بسلام لدى أبنائنا على العديد من العوامل، أهمها هو قدرة الأهل على التعامل معهم خلال هذه الفترة الحرجة المليئة بالتحديات، والتي تكمن صعوبتها بالتغيرات الجسدية والجنسية لديهم، ناهيك عن التغييرات الانفعالية والاجتماعية، والتي يعجز الكثير من الأهالي على التعاطي معها او فهمها،  خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤثر على نمو المراهق وتفاعله في بيئته، كما أن تجربة الأهل مع المراهقين بالاخص اذا لم يختبروا التجربة من قبل تلعب دوراً كبيراً في طريقة التعامل مع المراهق. وعليه، نناقش في مقالنا هذا ابرز مظاهرالنمو الإنفعالي والاجتماعي لدى المراهقين وكيفية التعامل مع التحديات التي نواجهها في هذه المرحلة.

قسم علماء النفس مرحلة المراهقة الى ثلاثة مراحل عمرية وهي ، مرحلة المراهقة المبكرة (11- 14 سنة)، المرحلة المتوسطة (15 – 17 سنة)، والمراهقة المتأخرة (18 – 21 سنة)، وذلك في إشارة إلى أن  النمو الإنفعالي والاجتماعي الجسدي والجنسي يستقر في سن واحد وعشرون عاما.

أبرز مظاهر النمو الإنفعالي والاجتماعي لدى المراهق:

  • تحديد الهوية: حيث يبدأ المراهق في ابراز هويته وينشغل في الكيفية التي يرى بها نفسه  ويشعر بها نحو ذاته، وسنلاحظ ذلك في سلوكياته باخيتار الملابس الخاصة به أو الاستماع الى أنواع معينة من الموسيقى، وذلك في محاولة التأكيد على استقلاليته والمطالبة بها والتي ستكون في بعض الاحيان أحد اسباب الخلافات مع الأهل، مما سيجعلهم يميلون الى قضاء الوقت مع الاصدقاء على حساب العائلة.
  • تقبل الذات: إن تقبل المراهق لذاته وميوله ، سيساعده على التفاعل الاجتماعي الايجابي وتوافقه مع بيئته، ولكن من جهة اخرى فإن تقدير الذات المنخفض وعدم تقبله لذاته سيجعل المراهق أكثر عزلة ووحدة، وأثبتت الدراسات بأن ثمة ارتباط موجب بين تقدير الذات ومستوى طموحات وامال المراهقين المهنية ، أي ان تقبل الذات وتقديرها لا يترتب عليه التفاعل الاجتماعي فقط وإنما استقراره في اختيار التخصص الدراسي ومساره المهني ايضا.
  • عدم الثبات الإنفعالي لدى المراهق والذي سنلاحظه في مزاجه المتقلب، وسرعة الغضب ، والمشاعر المختلطة بين الحب والكره والحماس واللامبالاة،  والحساسية تجاه الاخرين وعدم القدرة على تقدير مشاعرهم بشكل كافي، ويعود السبب في المزاج المتقلب لأن دماغ المراهق ما زال يتعلم كيفية التحكم في المشاعر والتعبير عنها.
  • الميول الجنسية والعاطفية لدى المراهق: حيث يبدأ في هذه المرحلة بالميول للطرف الاخر وتحديد هويته الجنسية، وبالتأكيد علامات الفرح والبهجة ستكون لدى المراهق واضحة عند شعوره بأنه مقبول من الطرف الاخر ويشبع حاجته الى المحبة.
  • البيئة المحيطة بالمراهق والتي لها الأثر الواضح على سلوكياته مثل الاصدقاء ، كما أنه في رحلته في البحث عن ذاته سيحاول ايجاد نموذج معين للاقتداء به قد يكون معلماً، فناناً، أو شخصية مشهورة، كما سيكون لديه اهتمام بالقيم والاعراف المجتمعية ويبدأ في تطوير مجموعة من القيم والأخلاق والتي سيكون لديه الكثير من الاسئلة حولها .

إن هذه المظاهر ليست سهلة بالمطلق، وهي تحد حقيقي للمربين في ظل وجود عوامل مختلفة تؤثرعلى التعامل مع المراهق بهذه المرحلة ، فلكل مراهق خصوصيته بطبيعة شخصيته الفردية، ودورالبيئة المحيطة به كالمدرسة والاصدقاء وخاصة في قراراته وتوجهاته، وأنماط التنشئة الاسرية الموجود داخل البيت ( نمط حماية زائدة، النمط الديمقراطي، النمط التسلطي ، نمط الاهمال) والتي ستساهم في مرور هذه المرحلة الحرجة بسلام أو بكثير من المشاكل، ومن هنا سنلخص بعض النقاط الهامة التي قد تساعد الأهل / المربين اثناء التعامل مع ابنائهم المراهقيين.

  1. مساعدة المراهق للتعبير عن عواطفه: وقد يكون  ذلك من خلال تهيئة المراهق منذ طفولته حول مفهوم العواطف، وأنواعها وطريقة التعبير عنها، واعطاءه المساحة الكافية للتعبير عن مشاعره والإنصات له واحترام مشاعره واعطاءه الشرعية لهذه المشاعر مهما كانت.
  2. مساعدة المراهق على ادارة الصراع: عندما يستطيع المراهق تعلم كيف يتعامل مع إنفعالاته ومشاعره السلبية سيستطيع أن يقوم بالتعامل في المواقف الحرجة سواء في البيئة المحيطة به كالمدرسة والشارع أو داخل البيت، ولهذا يحتاج المراهق النموذج ليقتدي به ويساعده على فهم واستيعاب القيم والاعراف المجتمعية وليتعلم منه ادارة الصراعات وادارة عواطفه.
  3. معرفة أصدقائهم: ويمكن ذلك من خلال دعوتهم للمنزل، والتعرف على عائلات اصدقاء ابنائك من خلال فعاليات وأنشطة مشتركة. هذه الطريقة ستساعد على مواكبة العلاقات الاجتماعية لهم، وفي حالة كنت تشعر بقلق بشأن اصدقاء ابنك/ ابنتك فيمكنك توجيههم نحو مجموعات اجتماعية اخرى ودون إنتقاد اصدقائهم الحاليين أو حظرهم لأن ذلك سيكون له تأثير معاكس وسيقومون بالتمسك في اقرانهم وقضاء المزيد من الوقت معهم.
  4. أجب عن اسئلة ابنك الجنسية: ففي هذا العمر سيكون لدى المراهقين اسئلة واستفسارات مختلفة  حول القضايا الجنسية وقد يواجه بعض الأهل صعوبة في نقاشها ولكن من المهم حماية ابنائنا في ظل وجود وسائل متنوعة للحصول على معلومة قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، إن  النقاش سيساهم في فتح قنوات حوار مريحة، وستعزز الثقة بين الطرفين، ولذلك دع ابنك المراهق/ المراهقة  يعرف  انك متاح للتحدث عن الاسئلة والمخاوف، وبطريقة عملية أكثر للأهالي في بادئ الأمر يجب معرفة ما يعرفه ابني المراهق بالفعل، معرفة مصدر المعلومة ، وتصحيح اي معلومة خاطئة، واعطاء الحقائق حولها والتأكيد أنكم متاحين للاجابة على اسئلتهم.
  5. عزز الجوانب الايجابية في شخصية ابنك/ ابنتك المراهقة: كما ذكرنا سابقا إن المزاج المتقلب لدى المراهق وعدم وضوح الهوية الذاتية لهم يعزز حالة الصراع المستمرة بين المربين وابنائهم المراهقيين ، ولكن التركيز على الجوانب الايجابية في شخصية ابنائهم كامتلاكهم لمجموعة من الاهتمامات والهوايات، العطاء، ومحاولاتهم الجادة بالمدرسة سيعزز ثقة المراهق في ذاته ويعزز تقبله لذاته أكثر.

لمزيد من الاستشارات الفردية والمعلومات ، قم بالتسجيل في موقع حاكيني للحصول على ادوات عملية لتعزز صحتك النفسية.

جيل المراهقة

تطبيق الصحة النفسية من حاكيني

screenshot screenshot
app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

نقترح عليك المزيد من المقالات التي قد تثير اهتمامك

blog-image
د. سماح جبر 16/03/2021
العلاقات الزوجية
blog-image
أ. إحسان بكاري 22/11/2022
كيف النفسية؟