كيف نتعامل مع المحتوى الصادم لصور العدوان ؟

main-image

في كل عدوان تشنّه آلة الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني تدعمها منصات الإعلام العالمية التي تزور الحقائق وتبرر لإسرائيل "الحق في الدفاع عن نفسها"، وأمام حالة الإنكارالرسمي العالمي لحقوق الشعب الفلسطيني وتضحياته يلجأ الإعلام المحلي وبعض منا إلى المشاركة بصورالأشخاص المكلومين والمشدوهين أمام الصدمة ظنا منهم أن في ذلك إثباتا ودليلا على الظلم التاريخي لشعبنا، أو رغبة منهم في عمل سبق صحفي أو تحصيلا لمزيد من اللايكات والشيرات في منصات التواصل الاجتماعي. 

فنرى انتشارا واسعا لمحتوى صادم وصورا لأشلاء متناثرة وأناس مفجوعين برؤية أحبابهم جثامين هامدة تخرج من تحت الأنقاض، كما قد يتجرأ البعض على الأطفال مستبيحا خصوصيتهم بالتصوير بلا استئذان غير آبه بجراحاتهم النفسية أوأطرافهم المبتورة. 

وهنا أود تسجيل النقاط التالية لما لها من أهمية مغفلة: 

  • إن نشر صور الألم هذه تنتهك خصوصية وكرامة أصحابها وأهاليهم، حيث أن الإنسان وهو في حالة فجع وذعر وألم لن يكون قادرا على منح أو منع الموافقة المستنيرة على التقاط صوره ونشرها.
     
  • إن انتشار صور الدماء والأشلاء والإهانة تمحو من الذاكرة صور الأحباء الجميلة وابتسامتهم المطمئنة وملابسهم الأنيقة التي نتهيأ بها عادة لالتقاط الصور وتبقي في الأذهان الصورة الأكثر إيلاما والتي تلاحقهم أو تلاحق محبيهم لسنوات بعد الفقدان، مما يعقد من عملية التشافي من الحداد عليهم.
     
  • إن انتشار هذه الصور بين الفلسطينيين وهم في حالة حرب تبث الذعر بين الأهالي الذين لا يزالون يتعرضون للقصف وصنوف العدوان الأخرى، وتساهم في الإضرار في الروح المعنوية العامة وتخدم الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال بطريقة ممنهجة ضد المجتمع المدني.
     
  • ولنتذكر أن بيننا أجيالا مصدومة سابقا بفعل الحروب و دوائر فقدان متسعة وأن انتشار صور الحرب والدمار ينكأ جراح المكلومين سابقا وكأنهم يعايشون الحدث بشكل شخصي الان
     
  • وأحيانا هناك نتيجة نفسية أسوأ كردة فعل على المحتوى الاعلامي الصادم وهي تطوير خدران حسي وعاطفي أمام الدماء والألم المنبعثين من تلك الصور بحيث تفقد هذه الصور مقدرتها على إنتاج أي تعاطف أو ردة فعل من قبل مشاهديها، فيستمرون بتناول البيتزا وهم يشاهدون هذه الصور على التلفاز.
     
  • جدير بالذكر أن الكاميرات قد تغير من ردود الفعل الحقيقية للناس بحيث تؤدي إلى انحباس عاطفي، فنرى امرأة فاقدة يتحشرج الدمع في مقائيها وهي تحاول بتكلف أن تبعث برسالة تفاخر وثبات إلى المشاهدين.
     
  • لقد بات جليا أن القوى الفاعلة في العالم الغربي لا يتأثرون من هذا المحتوى الصادم بل يعتبرونه نوعا من الابتذال واستجداء التعاطف، كما أن المتضامنين مع قضيتنا في الغرب ليسوا بحاجة إلى صور مفجعة للتعاطف معنا، فهم يبنون تضامنهم على معرفتهم بالتاريخ والرواية الفلسطينية والحقائق على الأرض.
     
  • كما أننا نحن الفلسطينيون بحاجة إلى تضامن الآخرين معنا كذوات فاعلة ومناضلة من أجل الحرية وليس كضحايا نازفين.

دعوتي لأصحاب الكاميرات بأن يترفقوا قليلا أمام الدم والألم الفلسطيني، وأن يحاولوا نقل الحقائق بطريقة تحافظ على الفلسطيني سواء كان مادة للتصوير أم كان مشاهدا، ودعوتي للعامة بأن لا ينشروا المحتوى الإعلامي الصادم والذي لا يراعي احترام الكرامة الإنسانية، وأن يجعل تلك الفيديوهات والصور تتوقف عنده ويمنعها من الانتشار. 

قم بتسجيل في موقع حاكيني للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية.

تطبيق الصحة النفسية من حاكيني

screenshot screenshot
app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

نقترح عليك المزيد من المقالات التي قد تثير اهتمامك